الأربعاء، 29 أبريل 2009

كانت انا

فى السيارة التى تحمل عددا من الناس كانت تجلس ترقب كميات السحب التى تتراكم وتعد بليلة طويلة ممطرة
رمقت فى نظرة سريعة الوجوة التىحولها معظمهم مثلها من الطلبة ومثلها ايضا يحملون وجوهامرهقة وجائعة
تنبهت الى توقف السيارة اسرع من حولها بالنزول اما هى فدائما كانت الاخيرة
لماذا تسرع انهم يجدون من ينتظرهم ويشعر بالقلق لتاخرهم
سارت فى الطريق شبة الخاوى صوت حذائها يشكل ازعاجا شخصيا لها
وصلت الى منزلها تمنت لو تدق الجرس وتطرق الباب مثل كل العائدين ولكنها لم تفعل بل اخرجت مفتاحها وهى تتمنى الا تجدة فتحت الباب استقبلتها رائحة البرودة والرطوبة والخواء
النور مضاء كما تركتة والاشياء مبعثرة كما تركتها تمنت لو تجد شيئا واحدا تغير
جلست ساهمة تفكر فى الوجوة التى راتها تتخيل كل واحد منهم عائدا منزلة ينهر ساخطا من فتح لة الباب لتاخرة لحظات ويامر باعداد الغذاء الساخن
لم تكن تريد البكاء فقد حفت الدموع من طول هطولها وتعب حلقها من النداء فى انحاء الغرف الخاوية حتى الخوف من الظلام غادرها فلم تعد تتلفت فى كل لحظة باحثة عن المجهول الذى يطاردها ولم تعد لها اى رغبة فى الحديث الى الصور المعلقة على الحائط
قامت لتغير ملابسها وبعد ان ارتدتها تذكرت انها لم تاتى بشيء من الخارج لتاكلة وتملا بة المعدة الخاوية ولم يعد فى طاقتها ان تخرج مرة اخرى
اخرجت من الثلاجة قطعة حبن جافة وباردة لم يفلح تسخين الخبز ولا كوب الشاى ان يهدا من برودتها فى المعدة التى تشتاق للدفء
استمعت الى صوت الامطار الكثيفة وهو يصطدم بالنافذة محدثا ما يشبة الطرقات توقعت انقطاع الكهرباء فحهزت فى يدها شمعة وقبل ان تحضر الكبريت كان التيار قد انقطع قرات ايات القران بصوت هامس وهى تبحث بيد مرتعشة عن اللعين الذى اختفى
وجدتة واضاءت الشمعة التى لم تخفف من حلكة الظلام جرس التليفون يدق ودق معة قلبها بشدة تعثرت فى الظلام حاولت ان تحسن من اداء صوتها فقد جف حلقها من طول الصمت واجابت
فاذا بة ذلك الصوت الدافيءيسالها اين انت ولماذا تاخرت وقلقت عليك
تكاد لا تصدق ان هناك من ينتظرها ومن يبحث عنها الفرحة اكبر من ان يحتويها القلب الحزين حدثها طويلا لم تشعر ان الشمعة انطفات وانها تجلس فى الظلام فقد كان صوتة يملا قلبها نورا واملا وحبا للحياة

الجمعة، 10 أبريل 2009

لعبة الماضى

سرداب طويل مليء بالحجرات الجانبية المظلمة وفى لحظة لا نكون غالبا مهياين لها دائرة من الضوء تسلط على احدى هذة الحجرات فتكشفها بوضوح وتعريها بكل ما فيها هكذا اتخيل الماضى فى راسى وعبثا احاول ان اغلق الضوء على الحجرات التى تؤلمنى رؤيتها فلا استطيع يظل الضؤ يذداد ويقترب حتى يتوقف امام اشد الاماكن الما ولا يتوقف الا بعد ان اصل للذروة واشعر وانا متجهة الى هذة الحجرة ان الماضى يلعب معى لعبة من طرف واحد فيقذف بى فى هذا السرداب ويشدنى خلفة حتى ادخل الغرفة المختارة رغما عنى ووقد يعيدنى الى الماضى وسردابة مجرد كلمة او لقطة فى فيلم او نغمة موسيقية او اى شيء تافة لا يتخيلة احد وقد ابقى فى حجرات السرداب يوما كاملا اتعذب برؤية الحجرة التى اهرب منها دون ان يشعر بى احد ولا استطيع ان انكر انى فى احيان انا التى اقودة ليدخلنى الى احدى الحجرات التى احبها والتى اجد فيها لحظة فرح او ابتسامة افتقدها واحلم انى ساستطيع يوما ما ان اغلق كل الحجرات التى لا اريدها ولن يستطيع الماضى اجبارى على الدخول فبها ولكن حتى الان لم يحدث هذا ولقد قرات مقالة للاديب جمال الغيطانى يقول فيها اننا نعيش الماضى دائما وان الحاضر لا وجود لة فمجرد ان نتفوة بكلمة الان تكون قد ذهبت الى غير رجعة واصبحت من الماضى اى اننا نسير فى اتجاة الماضى فهل للماضى كل هذة القوة ام انها الحياة التى لا يفهمها احد